نقضي حوالي ثلث حياتنا في النوم، وهذه كمية هائلة من الوقت في الحقيقة. ولنتخيل مدى فداحة هذا الأمر، فإذا كان شخص ما قد مات في الستين من عمره فهذا يعني أنه قضى منها 20 سنة نائما، بينما تقتصر حياته على أربعين عاما فقط! العمر قصير والنوم يزيده قصرا!
لكن هكذا صُمّمَت أجسادُنا، فنحن -والكائنات المنتمية إلى المملكة الحيوانية من ثدييات وطيور وبرمائيات وزواحف وأسماك- نحتاج إلى فترة من السكون تتميز بانخفاض معدل حركة الجسم، والتوقف عن الرؤية، وانخفاض مستوى الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وفقدان الوعي، وانخفاض السمع بنسبة 70%، وارتفاع معدل بناء الأنسجة والخلايا، وانخفاض معدل الهدم. هذه الفترة تسمى النوم. ويعتبر النوم شيئا ضروريا لبقاء الكائن على قيد الحياة.
فسيولوجيا النوم
يقسّم العلماء النوم إلى نوعين: النوع الأول هو الذي تحدث فيه حركة العين السريعة rapid eye movement ويرمز له بالرمز REM، والنوع الثاني هو النوع الذي لا تحدث فيه حركة العين السريعة ويرمز له بالرمز NREM. ويعد هذان النوعان حالتين من ثلاث حالات يمر بها المخ، الحالة الثالثة طبعا هي التيقّظ.
في الـREM يكون الجسم خامدا بينما المخ نشيطا، وهذه المرحلة هي التي تحدث فيها الأحلام، وفي هذه المرحلة يعطي رسام المخ الكهربي EEG ترددات شبيهة بالترددات التي تحدث أثناء اليقظة، ويكون الجهاز العصبي السمبثاوي نشطا، وإذا حدث "احتلام" فإنه يحدث في هذه المرحلة أيضا. تحدث الـREM في الثلث الأخير من النوم.
في الـNREM، يكون الجسم نشطا بينما المخ خاملا، وتتكون هذه المرحلة من 4 أطوار: الطوران الأول والثاني هما النوم الخفيف، بينما الطوران الثالث والرابع هما النوم العميق، ويمكن التمييز بين هذه المراحل عن طريق رسام المخ الكهربي. وعادة ما تحدث حركة جسم النائم في مرحلة الـNREM، كالتقلب في الفراش وتحريك الأطراف، وفي حالة الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم فإن هذا الأمر يحدث أثناء هذه المرحلة، كما يحدث فيها –إذا حدث- الكلام أثناء النوم، وتبليل الفراش أيضا.
والـNREM تستغرق من 75 إلى 80 بالمائة من وقت النوم الكلي في البشر.
أما في الأطفال الرضع وحديثي الولادة، فإن حالات المخ لديهم تنقسم إلى ثلاث حالات: التيقظ، والنوم النشط والنوم الهادئ. ويشبه النوم النشط لدى الرضع حالة الـREM لدى الكبار.
السبت يوليو 24, 2010 11:57 am
